الخميس، 28 مارس 2013
2:51 ص

الكاريزما Charisma القدرة على التأثير في اﻵ‌خرين



تعني الكاريزمية في علم النفس اﻻ‌جتماعي القدرة على التأثير في اﻵ‌خرين بتحريك انفعﻼ‌تهم ودوافعهم للقيام بأفعال أو سلوكيات معينة، وهي وراء العديد من النجاحات في مجاﻻ‌ت السياسة واﻻ‌عﻼ‌م والثقافة والمجتمع والقيادة بأنواعها ومستوياتها وعﻼ‌قاتها المتبادلة.
ويعتقد معظم الناس أن القدرة على التأثير في اﻵ‌خرين هبة نادرة تتوافر لقلة من الناس وذلك ﻻ‌رتباطه بقدرات خارقة أو هبة سماوية، دونما تدخل لخبرات اﻹ‌نسان ومعارفه وتدريبه، أي بمعنى آخر صفة فطرية أو موروثة بينما يرجعها آخرون من أمثال ريجيو RIGGIO إلى نتاج وتفاعل عدة مهارات اجتماعية يكتسبها الفرد في حياته، وإذا اجتمعت معاً وبشكل متوازن نشأ عنها النجاح في التـأثير على اﻵ‌خرين والتي نلحظها لدى بعض اﻷ‌شخاص دون غيرهم.وهذه المهارات تتطور وتنمو بمرور الوقت، كما يمكن إنماؤها بحيث يمكن ﻷ‌ي شخص أن يزيد من معامل كاريزميته.

لذلك يمكن القول: إن إمكانية الـتأثير في اﻵ‌خرين ليست خاصية أو سمة واحدة بعينها وإنما هي زملة من عدة مهارات أساسية محددة حين تجتمع معاً تكون معامل التأثير في اﻵ‌خرين. واﻷ‌شخاص شديدي التأثير في اﻵ‌خرين هم هؤﻻ‌ء الذين يمكنهم استخدام هذه المهارات في المواقف التي تتطلب ذلك وخصوصاً في العملية التفاوضية التي نحن بصدد الحديث عنها.
ويعرف ريجيو الكاريزمية بأنها إجادة الفرد عدد من المهارات اﻻ‌جتماعية المتعلقة باﻻ‌تصال" (سﻼ‌مة،1990، 158 ). ويطلق عليه اليوم كثير من الباحثين بالذكاء اﻻ‌جتماعي (Social Inteligent) هو ما يتيح للفرد أن يتواصل مع اﻵ‌خرين بفاعلية ، وهو ما يمكننا من إقامة عﻼ‌قات ناجحة باﻵ‌خرين .
بينما يعرفها ماكس فيبر max weber : صفة معينة قس شخصية الفرد تميزه وتفصله عن العاديين من اﻷ‌شخاص ، وتجعله يبدو كما لو كان لديه قوى خارقة فوق مستوى البشر.
وقد نشأ اﻻ‌هتمام لدى "ريجيو" بدراسة وتحليل الكاريزمية والمهارات التي تساعد الفرد في التأثير على اﻵ‌خرين من خﻼ‌ل فحص قدرات اﻷ‌فراد المتعلقة باﻻ‌تصال اللفظي وغير اللفظي، إذ ﻻ‌حظ "رونالد ريجيو" 1987 مؤلف كتاب الكاريزمية أن من يجيد مهارات اﻻ‌تصال كانوا أكثر تأثيراً وفاعلية في عﻼ‌قاتهم باﻵ‌خرين، كما كانوا أكثر قدرة على التأثير في مشاعر اﻵ‌خرين وأكثر نجاحاً في مختلف جنبات الحياة مقارنة باﻷ‌شخاص الذين تنقصهم هذه المهارة.
القدرة على التأثير في اﻵ‌خرين ومهارات اﻻ‌تصال غير اللفظي:
ثمة مجموعة من مهارات اﻻ‌تصال غير اللفظي تتداخل مع بعضا بعضاً لتزيد أو تنقص قوة التأثير في اﻵ‌خرين خﻼ‌ل مواقف التفاعل المختلفة،
وأهم هذه المهارات هي:
1ـ مهارات التعبير اﻻ‌نفعالي: في أي مكان وزمان يخبر الناس على اختﻼ‌فهم عدة انفعاﻻ‌ت أساسية ،كما يعبرون عنها خﻼ‌ل تعبيرات معينة تظهر على وجوههم، إﻻ‌ّ أن اﻷ‌فراد يخلفون كثيراً في الدرجة التي يعبرون بها عن انفعاﻻ‌تهم ومشاعرهم تلقائياً خﻼ‌ل ما يظهر من تعبيرات الوجه أو نبرات الصوت. فهناك أشخاص من يتسمون بالتقائية والصدق في التعبير عن مشاعرهم وانفعاﻻ‌تهم كما يصطبغ تفاعلهم مع اﻵ‌خرين بلمسة من التعبير التلقائي عن اﻻ‌نفعاﻻ‌ت. ويتميز هؤﻻ‌ء اﻷ‌شخاص عن غيرهم بالتغيير الواضح المتنوع لتعبيرات الوجه ونبرات الصوت، كما أنهم يتسمون بالحيوية والحركة. ومثال ذلك رئيس الوﻻ‌يات المتحدة رونالد ريغان، حيث يتسم في نظر العديد من المحللين النفسيين بالتلقائية وبساطة التعبير عن اﻻ‌نفعاﻻ‌ت. وقد نجد أشخاص آخرين من ﻻ‌ تعبر وجوههم أو حركاتهم عما يمرون به من انفعاﻻ‌ت، كما ﻻ‌ يمكنهم التعبير عن مشاعرهم بتلقائية حتى في أكثر المواقف إثارة لﻼ‌نفعال.


ويبدو من هذا أن التعبير عن اﻻ‌نفعال من المكونات اﻷ‌ساسية في التأثير على اﻵ‌خرين، ﻷ‌ن من خﻼ‌ل ذلك يستطيع الشخص المفاوض أن يحوز انتباه اﻵ‌خرين كما يثير مشاعرهم. ومثال ذلك أن معظم خطب هتلر للشعب اﻷ‌لماني كانت بالدرجة اﻷ‌ولى إظهار المستوى المناسب من اﻻ‌نفعال بهدف قبول الرسالة التي يرغب بأن يتمثلها الشعب اﻷ‌لماني، ويجعلهم يتحركون لتنفيذ تلك الرغبات.
ورغم أن البعض يفترض أن التعبير اﻻ‌نفعالي هو كل ما وراء الكاريزمية، إﻻ‌ّ أنه مجرد قمة جبل الثلج / فهو أكثر جانب ملموس من جوانب الكاريزمية لكنه ليس كل شيء فتحت ذلك السطح الظاهر مهارات عديدة أخرى حين تجتمع معاً ينشأ عنها قوة الكاريزمية.
2ـ الحساسية الموضوعية ﻻ‌نفعاﻻ‌ت اﻵ‌خرين:
وتأتي المهارة اﻷ‌خرى اﻷ‌كثر أهمية والتي تتعلق بالقدرة على التقاط انفعاﻻ‌ت اﻵ‌خرين وقراءة رسائلهم اﻻ‌نفعالية. وتشير الحساسية غير اللفظية لﻶ‌خرين إلى الوعي بسلوكهم غير اللفظي والقدرة على تفسير اﻻ‌تصال الصادر عنهم وخصوصاً المتعلق بالمشاعر واﻻ‌نفعاﻻ‌ت.فالحساسية للرسائل غير اللفظية الصادرة عن اﻵ‌خرين تشكل المكون الثاني من مكونات الكاريزمية .ففي الشخص الكاريزمي فإن القدرة على نقل المشاعر لﻶ‌خرين والتعبير عنها تسير جنباً إلى جنب مع الحساسية ﻻ‌نفعاﻻ‌ت اﻵ‌خرين وسرعة التقاط وتفسير أشكال اﻻ‌تصال غير اللفظي الصادر عنهما. لذلك يقول :"المرسل الجيد لﻼ‌تصال اﻻ‌نفعالي يبغي أن يكون أيضاً مستقبﻼ‌ً جيداً له". بمعنى آخر آﻻ‌ّ يكون الشخص المفاوض لديه القدرة على نقل انفعاﻻ‌ته لﻶ‌خرين فحسب وإنما لديه القدرة على قراءة واستقبال الرسائل اﻻ‌نفعالية الصادرة من مفاوض الطرف اﻵ‌خر.
ويضرب "ريجيو" ) Riggio,1987 ) مثﻼ‌ً على ذلك: الرئيس اﻷ‌مريكي جون كينيدي " الذي يعتبر شخصيته تاريخية، كثيراً ما يرد ذكرها في مجال الكاريزمية، فقد كان يشع بالحيوية اﻷ‌مر الذي يرجع قدرته الفائقة على التعبير اﻻ‌نفعالي، كما كان شديد الحساسية لمشاعر اﻵ‌خرين، سريع اﻻ‌لتقاط لمظاهر التعبير غير اللفظي عن اﻻ‌نفعاﻻ‌ت الصادرة عنه.لذا كان بإمكانه إحداث تجاوباً عميقاً بينه وبين من يستمع إليه.
ويترتب على هذا المظهر من الكاريزمية لدى اﻷ‌فراد الذين يتمتعون بها مايلي:
أ ـ مهارة اﻹ‌صغاء الجيد لﻶ‌خرين: إن أهمية اﻹ‌صغاء الجيد ﻻ‌ تقل عن أهمية الكﻼ‌م الجيد وإن كان اﻹ‌صغاء أكثر صعوبة. إن اﻹ‌نصات الجيد فن يتطلب تركيز كل اﻹ‌مكانيات العقلية للفرد وبصفة عامة فإن الناس بوسعهم أن يتكلموا بصورة أفضل من أن ينصتوا.
إن كل رسالة يوجهها الطرف اﻵ‌خر من فريق التفاوض ( سواء أكانت لفظية أم غير لفظية) تعتبر منبه يتلقاه المفاوض اﻷ‌ول ويحلله واستقبال الرسالة عملية غير ظاهرة ويمكن أن يحدث إخفاق في استقبال كل لرسائل عندما يتوقف الطرف اﻷ‌ول عن اﻻ‌نتباه. وعندما يتلقى المرشد الرسالة ينبغي تحليل مضمونها بشكل من اﻷ‌شكال (تشغيل المعلومات). أما العملية الثالثة فهي الرسائل المرسلة من قبل اﻷ‌ول ( الكاريزمي) وقد تشمل على الرسائل اللفظية وغير اللفظية .
أنواع استجابات اﻹ‌صغاء :
اﻻ‌ستيضاح : وهو سؤال يوجهه الطرف اﻷ‌ول من الطرف الثاني عقب رسالة غامضة . وتبدأ عادة بسؤال مثل : هل تعني أن ...؟ هل تقصد القول أنه .....؟ مع تكرار أو إعادة كل أو جزء من رسالة الطرف اﻵ‌خر.
ويشتمل اﻻ‌ستيضاح على أربع خطوات وهي:
1ـ التعرف على المحتوى اللفظي وغير اللفظي لرسائل للطرف اﻵ‌خر.
2ـ التعرف على ما إذا كانت هناك أجزاء غامضة أو مبهمة تحتاج إلى التعرف على دقتها.
3ـ تقرير بداية مناسبة للعبارة التي تستوضح بها السؤال .(هل تقصد القول ...؟.)
4ـ تعرف على مدى فاعلية اﻻ‌ستيضاح الذي قام به مفاوض الطرف اﻷ‌ول بمراقبة استجابات استجابات الطرف الثاني.
إعادة الصياغة : ويقصد بها إعادة صياغة الجانب الخاص بمحتوى الرسالة والذي يصف موقفا أو واقعة أو شخصا أو فكرة . ويشتمل هذا اﻷ‌سلوب على الخطوات التالية :
1- استرجاع رسالة المسترشد بقولها لنفسك سراً .
2- تعرف على محتوى الرسالة .
3- اختر بداية مناسبة ﻹ‌عادة الصياغة .
4- ترجم المحتوى الرئيسي إلى كلماتك الخاصة ووجها في صورة كﻼ‌م للمسترشد.
5- احكم على فاعلية صياغتك الجديد عن طريق اﻹ‌صغاء ومﻼ‌حظة استجابة المسترشد.
ب ـ عكس المشاعر : وهو أيضا إعادة صياغة لكن لمشاعر المسترشد أو للجانب الوجداني من رسالته وعادة فإن الجزء الخاص بالمشاعر يظهر من خﻼ‌ل محتوى رسالة المسترشد. وهناك ست مراحل لعكس المشاعر:
1- اﻹ‌صغاء لكلمات المشاعر أو الوجدان.
2- راقب السلوك غير اللفظي التي ترافق الرسالة اللفظية .
3- عكس المشاعر بصورة لفظية مرة أخرى للمسترشد باستخدام كلمات أخرى.
4- بدء عبارة اﻻ‌نعكاس ببداية مناسبة.
5- إضافة الموقف الذي تحدث فيه المشاعر.
6- التعرف على مدى فاعلية عكسك لمشاعر الطرف اﻵ‌خر.
3ـ الضبط اﻻ‌نفعالي:
إذا كان التعبير اﻻ‌نفعالي والقدرة على نقل المشاعر للطرف المفاوض اﻵ‌خر مكوناً من مكونات الكاريزمية ، فإن الضبط اﻻ‌نفعالي يعتبر مكوناً مقابﻼ‌ً لهذه القدرة ، فهناك اﻷ‌شخاص المعبرين عن انفعاﻻ‌تهم الذين يبدون لنا في بداية التفاوض يفيضون بالحيوية والنشاط لكن بمضي الوقت ﻻ‌ يمكنهم أن يوقفوا أو يتحكموا في هذا الفيض من اﻻ‌نفعاﻻ‌ت، بمعنى أنهم تنقصهم مهارة تنظيم التعبير اﻻ‌نفعالي.والمفاوض الذي يملك القدرة على التأثير في اﻵ‌خرين ﻻ‌بد له من التعبير الصادق عن انفعاﻻ‌ته، ولكنه من جهة أخرى أيضاً ينبغي عليه أن يجيد ضبط التعبير الظاهري عن انفعاﻻ‌ته الداخلية.فإذا لم يجيد أداء هذا الدور فإنه يبدو في أعين اﻵ‌خرين مرهقاً وﻻ‌ يستطيع أن يواصل عملية التفاوض، وهنا يأتي دور المفاوض الخصم في هذه اللحظة ﻹ‌ثارة هذا الشخص من أجل الحصول على مكاسب ذات قيمة بالنسبة لفريقه المتفاوض.
ونستنتج من هذا، أن هناك من اﻷ‌وقات في العملية التفاوضية يصبح من الضروري بالنسبة للمفاوض القدير إخفاء مشاعره الحقيقية إذا كانت غير مناسبة في موقف معين كأن يستطيع أن يرسم وجهاً سعيداً رغم شعوره بالغضب أو الحزن أو القلق.ومن أمثلة الضبط اﻻ‌نفعالي ما كان يفعله" مارتن لوثر" عندما قامت جماعات البيض بتفجير مكان إقامته وهددت أمنه العائلي استطاع أن يخفي مخاوفه وقلقه ويظهر بمظهر هادئ ظاهرياً.
الكاريزمية والمهارات اﻻ‌جتماعية :
عرضنا في القسم اﻷ‌ول من مظاهر الكاريزمية الشكل غير اللفظي لها ، إﻻ‌ّ أن القدرة على التأثير في اﻵ‌خرين شكل لفظي يتجلى بفهم ديناميات الجماعة وقدرته على إدارة حديث ذو معنى أو أن يتوافق مع مجموعة واسعة من المواقف اﻻ‌جتماعية ، وهذا ما يسمى الذكاء اﻻ‌جتماعي الذي ينطوي على ثﻼ‌ث مهارات أساسية لﻼ‌تصال،وأهمها:
أـ التعبير اﻻ‌جتماعي Social expressivity :
وتنطوي هذه القدرة على ترجمة اﻷ‌فكار إلى كلمات وألفاظ والقدرة على التعبير اللفظي. فاﻷ‌فراد القادرين على التعبير اﻻ‌جتماعي هم من يمكنهم الحديث بطﻼ‌قة في أي موضوع.
وتعتبر إجادة أشكال التعبير اﻻ‌جتماعي من المهارات اﻷ‌ساسية المكونة للكاريزمية ،وإن كان ينبغي أن تتوافر في توازن مع مهارة التعبير اﻻ‌نفعالي والحساسية ﻻ‌نفعاﻻ‌ت اﻵ‌خرين والضبط اﻻ‌نفعالي، وإﻻ‌ّ قد ينشأ عنها آثار سلبية.فالشخص الذي يجيد هذه المهارة هو المحدث المبدع ذو الطﻼ‌قة اللغوية الذي يستطيع أن يسيطر على الحديث، ولكن ‘ذا كانت تنقصه مهارة التعبير اﻻ‌نفعالي فإن حديثه سيكون ممﻼ‌ً مما كان مضمونه شيقاً.فإجادة الحديث والطﻼ‌قة اللغوية فقط لن تجعل من المتحدث شخصاً كاريزمياً ،وإنما تجعل منه متحدثاً بارعاً فقط.
القاعدة التالية تمثل نموذجاً للتعبير اﻻ‌جتماعي: تحدث جيداُ وبتعبير انفعالي متزن فسوف أنصت لك.
ومثال ذلك حنكة غاندي اﻻ‌جتماعي في العبور بين مختلف الخطوط اﻻ‌جتماعية واﻻ‌قتصادية والثقافية في الهند لكي يتحدث مع كل من القيادات اﻷ‌جنبية والفقراء على حد سواء.فلقد كانت لهذه المهارات اﻻ‌جتماعية الراقية وقدرته على اﻻ‌تصال والتواصل مع اﻵ‌خرين هو ما أتاح له أن يلتقي بالطبقة البريطانية الحالمة مرتدياً زياً بسيطاً من صوف الماعز، لكي يتباحث في أعقد القضايا السياسية جاذباً إليه قلوب البسطاء في الهند وبريطانيا، ﻷ‌نه كان يجيد الحديث ببساطة وصدق مع كل من يلتقي به، وتتميز كاريزميته بجانبين أولهما أن خطبه كانت بسيطة غير رسمية وهو ما يعكس مهاراته في تحديد هدفها وهو الطبقات اﻻ‌جتماعية الفقيرة وغير المتعلمة، وثانيهما أن نبرات صوته كانت عادة هادئة رقيقة فلم تنطوي خطبه على اﻻ‌نفعال الحاد المميز لكل الخطباء الكاريزميين. وقد كان ذلك مﻼ‌ئماً ﻷ‌هداف غاندي ،فقد كانت تسعى إلى تحريك أتباعه في حركة سلمية هادئة ﻻ‌ تتسم بالعنف ، وإنما بالعزم والتصميم الهادئ.
ب/الحساسيه الاجتماعيه
ويقصد بها الوعي بالقواعد المستترة وراء أشكال التفاعل اﻻ‌جتماعي المختلفة، كذلك تنطوي على الوعي بآداب السلوك واﻻ‌هتمام بالسلوك بالطريقة الﻼ‌ئقة في المواقف اﻻ‌جتماعية. وتتوقف هذه المهارة على اﻻ‌نتباه الجيد لﻶ‌خرين واﻹ‌نصات لهم ومﻼ‌حظة سلوكهم جيداً، إذ أن ذلك يجعله أكثر حساسية ﻻ‌ستقبال اﻹ‌شارات الصادرة في الموقف التفاوضي ، والتي يغفلها شخص آخر أقل درجة في الحساسية اﻻ‌جتماعية.
والقاعدة التي تمثل هذه المهارة هي:
ينبغي على المفاوض الناجح أن يفهم القواعد وآداب السلوك اﻻ‌جتماعي للطرف اﻵ‌خر
ج ـ الضبط اﻻ‌جتماعي:
بالتعريف هو مهارة لعب الدور اﻻ‌جتماعية. فالشخص الذي يتمتع بمستويات عالية من الضبط اﻻ‌جتماعي هو من يمكنه أن يقوم بأدوار اجتماعية متنوعة بحنكة ولباقة،وهو من يمكنه أن يكيف سلوكه الشخصي لكي يناسب ما يعتبر ﻻ‌ئقاً في أي موقف اجتماعي معين. ومثال على ذلك الرئيس اﻷ‌مريكي "الينور روزفلت" ،فقد كانت ماهراً في أداء أدوارها بشكل جيد في البيت اﻷ‌بيض سواء كانت تلعب دور الزوجة المسؤولة أم سيدة البيت ألبيض أم المساعد السياسي لزوجها المريض، فقد كانت ساحرة في أدائها لكل هذه اﻷ‌دوار.
وأخيراً يمكن القول إن هذه المكونات ينبغي أن تجتمع في المفاوض الناجح بشكل متوازن ، ذلك ﻷ‌ن وجود أحدهما بشكل عال أو منخفض بحيث ﻻ‌ تتناسب مع كم المهارات اﻷ‌خرى يؤدي إلى خفض درجة الكاريزمية ﻻ‌ إلى ارتفاعها. فمثﻼ‌ً تنشأ عن ارتفاع مهارات الحساسية دون مهارات التعبير والضبط إلى ظهور القلق في الموقف التفاوضي بل وإلى اﻻ‌نسحاب كلياً من جلسة المفاوضات، وكذلك يؤدي ارتفاع مهارات الضبط مع انخفاض مهارات الحساسية إلى ظهور من نطلق عليهم "الحرباء اﻻ‌جتماعية"أي اﻷ‌شخاص الذين يجيدون التلون وفقاً ﻷ‌ي موقف ،كما يستطيعون التكيف ببساطة في جميع المواقف على اختﻼ‌فها لكتهم ﻻ‌ يقيمون وزناً لمشاعر اﻵ‌خرين وﻻ‌ يستطيعون إقامة عﻼ‌قات ذات معنى مع اﻵ‌خرين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق